الدراسة في رمضان 1447 هـ

الدراسة في رمضان 1447 هـ

مع أيام شهر رمضان، يعود الجدل السنوي حول دوام الطلبة في المدارس، حيث تواجه وزارة التعليم تحديًا في تحقيق التوازن بين الالتزام بالعملية التعليمية ومتطلبات الشهر الفضيل، في الوقت الذي تؤكد فيه الوزارة على ضرورة استمرار الدراسة وفق جدول معدل، في المقابل ترى الأمهات أن هذه القرارات قد لا تراعي بشكل كافٍ ظروف الصيام وتأثيره على الطلاب، مما يدفع البعض إلى التغيب عن الحصص الدراسية.

حمل تطبيق استشارتي على جوالك الان عبر زر تحميل التطبيق من هنا , وأسال محاميك مجاناً 

التأثيرات التربوية والصحية على الطلاب

من منظور تربوي، يؤكد الاستشاري الاجتماعي عبدالله القرني، أن الصيام خاصة لدى الأطفال والمراهقين، قد يؤثر على مستويات التركيز والاستيعاب في المدرسة، حيث تشير الدراسات إلى أن انخفاض مستوى الطاقة قد يؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي، خصوصًا في الحصص الصباحية، كما أن قلة النوم بسبب السحور والسهر، تقلل من قدرة الطلاب على التفاعل مع المعلمين واستيعاب الدروس.. ويشير التربويون إلى ضرورة تطبيق استراتيجيات تدريس مرنة مثل تقليل الواجبات المنزلية وتقديم أساليب تعليمية أكثر تحفيزًا خلال هذا الشهر، مما يسهم في تحقيق التوازن بين المتطلبات التعليمية والظروف الفسيولوجية للطلاب.

ويرى القرني أن الدوام في رمضان يجب أن يأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي يمر بها الطلاب، مشيرًا إلى أن التركيز على أساليب تعليمية تفاعلية وتقليل الضغوط الدراسية يمكن أن يساعد في تحقيق التوازن المطلوب، مؤكدًا أن الحلول تكمن في إعادة جدولة الاختبارات وتقليل الأنشطة الصفية التي تتطلب مجهودًا ذهنيًا كبيرًا.

البعد الاجتماعي والتحديات التي تواجه الأسر

من الناحية الاجتماعية، تواجه الأسر تحديات عدة في تنظيم حياة أبنائها خلال رمضان، حيث يتغير نمط الحياة كليًا، فالأطفال ينامون متأخرًا بسبب السحور والتجمعات العائلية، ما يجعل الاستيقاظ مبكرًا أمرًا مرهقًا، خاصة في ظل التغيرات الفسيولوجية التي يمر بها الصائمون الصغار.

وترى العديد من الأمهات أن الدوام الرمضاني بحاجة إلى مزيد من المرونة، المواطنة نورة العلي، وهي أم لثلاثة طلاب، تعبر عن قلقها قائلة: أطفالها يعانون من الإرهاق خلال الدوام الرمضاني، وتقليص ساعات الدوام ليس كافيًا، حيث يظل التركيز ضعيفًا، متسائلة عن إمكانية تبني التعليم عن بعد لبعض الأيام لتخفيف العبء.
وفي المقابل، ترى السيدة مها سعيد، أن الالتزام بالدوام يعزز الانضباط ولا ينبغي التساهل في الحضور، لكنها تؤكد الحاجة إلى إجراءات تخفف الضغط، مثل عدم جدولة الاختبارات خلال رمضان وتقليل الواجبات، حتى لا يتحول الشهر إلى فترة دراسية مرهقة للطلاب

حمل تطبيق استشارتي على جوالك الان عبر زر تحميل التطبيق من هنا , وأسال محاميك مجاناً 

تعليق وزارة التعليم وردها الرسمي

وردًا على الجدل القائم، نشرت وزارة التعليم عبر حسابها في منصة "إكس" تغريدة تؤكد فيها حرصها على تحقيق التوازن بين العملية التعليمية وظروف رمضان، وأنها عملت على تكييف مواعيد الدوام المدرسي في رمضان بما يراعي ظروف الصيام ويضمن استمرارية العملية التعليمية دون المساس بجودة التعليم، مع التأكيد على أن الوزارة تتابع التوصيات التربوية والاجتماعية لضمان راحة الطلاب والأسر.

أوضح أحد مديري المدارس أن تعديلات جداول الدوام تمت لتكون أكثر مرونة، حيث تم تقليل الساعات الدراسية وتأخير وقت بدء الحصص، مؤكدًا في الوقت ذاته أن إلغاء الدوام تمامًا ليس خيارًا مطروحًا، لأن ذلك قد يؤثر سلبًا على التحصيل الدراسي، كما أن الغياب المتكرر يؤدي إلى تراكم الدروس وصعوبة تعويضها لاحقًا.

‎وأكدت وزارة التعليم في توجيه للمدارس في إطار معالجة ظاهرة الغياب الجماعي في شهر رمضان الذي تشهده بعض المدارس؛ على منع المدرسة من ضم الطلاب في الفصول في حال الغياب، والتأكيد على المعلمين تنفيذ الدروس حسب الخطة مهما كان عدد الحاضرين ولا يُلزَم المعلم بإعادة الدرس. ‎كما اشتمل التوجيه على أنه لا يحق للمدرسة استدعاء ولي الأمر لاستلام ابنه أثناء الدوام مهما كان عدد الغائبين، ويُستثنى من ذلك الحالات المرضية وما في حكمها.

المصدر : صحيفة العربية